:basmala :
ما هي أسباب فشل الرياضة العربية أولمبياً؟
:tahmil: :teslam:
تقتصر المنافسة في رياضة الجمباز على الدول العريقة في هذه الرياضة، مثل أمريكا والصين وروسيا، أما العالم العربي فإنجازاته محدودة في هذا المجال. محمد سرور بطل مصر للجمباز يكشف أسباب الإخفاقات الرياضية العربية.
شهد العالم تطوراً كبيراً في المجال الرياضي وخاصة على صعيد رياضة الجمباز. وبالرغم من هذا التطور الكبير في مستوى اللاعبين، إلا أن المستوى العربي في هذه اللعبة ما زال يراوح مكانه وكأن الزمن توقف به أو نسيه، لدرجة أن اللاعبين العرب لم يعد لهم مكاناً في منافسات هذه الرياضة في ظل الفارق الكبير في أساليب ونظم التدريب.
سوء التخطيط والتخبط من أسباب الفشل العربي
وفي لقاء له مع وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" كشف نجم مصر وبطل أفريقيا للجمباز محمد سرور، والذي يمثل القارة السمراء في دورة الألعاب الأولمبية الحالية "بكين 2008"، النقاب عن العديد من الأسباب وراء تخلف اللعبة في مصر والمنطقة العربية بأكملها وسر تفوق بلدان أخرى. فالسر حسب وجهة نظر سرور لا يكمن في اللاعبين، بل في التخطيط وأسلوب التعامل مع اللعبة سواء على مستوى الإعداد أو المشاركة في البطولات. فالتخطيط السليم لإعداد بطل أولمبي مفقود تماماً في مصر، إذ هناك تخبط دائم بين المسؤولين عن الرياضة في مصر والدليل على ذلك عدم وصول الدعم اللازم لإعداد سرور إلا قبل شهرين فقط من مشاركته في الدورة الأولمبية الحالية ولم يصل بالكامل في ذلك الوقت.
إعداد سيء
وأشار سرور إلى أن الإعداد العربي للمشاركة لمثل هذه الدورات عادةً ما يبدأ بعد تأهل اللاعب أو اللاعبة أو الفريق وليس قبل ذلك، رغم أنه من المفترض أن يكون من أجل التأهل للأولمبياد وليس بعد التأهل فقط. وأضاف أنه عانى كثيرا من تخبط السياسات، فاللجنة الأولمبية المصرية رفضت تقديم الدعم لاتحاد الجمباز المصري منذ شهور وبعد نجاح سرور في التأهل، بدأت اللجنة في التفكير لمنحه الدعم اللازم للإعداد في أولمبياد بكين ولكن ذلك لم يكن كافياً لأن الوقت قصير بالنسبة للعبة مثل الجمباز التي تحتاج إلى فترة استعدادات طويلة.
الألعاب الفردية تدر العديد من الميداليات
فحسبما يقول سرور فإن مرحلة إعداد اللاعبين المشاركين في مسابقات الجمباز في "بكين 2008" تتم منذ سنوات سواء بمعسكرات خارجية أو بالمشاركة في عدد كبير من البطولات كل عام، بينما يتم الاكتفاء في مصر بأقل عدد ممكن من البطولات بدعوى أن الدعم لا يسمح. بالإضافة إلى أن رياضة الجمباز هي لعبة تدر العديد من الميداليات على أي دولة خلال دورات الألعاب القارية والأولمبية، ولكنها لا تحظى بنفس الاهتمام على مستوى الاعلام والجماهير والمسؤولين بع** اللعبات الجماعية مثل كرة القدم والسلة والطائرة التي يمكنها حصد ميدالية واحدة فقط.
الدعم العربي مرتبط دائماً بتحقيق نتائج
وأوضح سرور أنه على سبيل المثال لم يجد الفرصة الجيدة للعلاج عندما أصيب قبل الأولمبياد بشهور قليلة نظراً لغياب طبيب متخصص في حالته داخل مصر، ولم يتم العلاج إلا من خلال طبيب فرنسي حضر خصيصاً إلى مصر. وأضاف "في نفس الوقت كانت هناك مشكلة الدعم التي أخرت الاتفاق مع هذا الطبيب من ناحية وأضعفت معسكر الإعداد، خاصة وأن المسؤولين في اللجنة الأولمبية المصرية يربطون دائماً بين الدعم وضرورة تحقيق نتائج وذلك بالنسبة معظم الألعاب عامة وللجمباز بشكل خاص.
سرور والإعداد لدورة "بكين 2008"
أكد سرور أن إعداده لأولمبياد بكين اقتصر على معسكر في الصين قبل بدء الدورة مباشرة بالإضافة للمشاركة في بطولتين إحداهما في قطر والأخرى في موسكو، بينما حرمته الإصابة من المشاركة في بطولات أخرى لعدم علاجها سريعاً رغم أن علاجها لم يحتاج سوى لجلستين فقط مع الطبيب الفرنسي.
ما هو العلاج؟
أما عن علاج تلك السلبيات والطريق السليم لبناء اللعبة بشكل يضمن المنافسة في البطولات والدورات القادمة، فقال سرور إن التخطيط السليم والتعاون الجاد بين جميع الهيئات الرياضية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية واتحاد اللعبة واللجنة الفنية بالاتحاد هو البداية الحقيقية نحو تحقيق الأهداف المرجوة. كما أشار إلى ضرورة عدم التسرع والمطالبة بالنتائج في فترة زمنية قصيرة لأن إعداد البطل يحتاج إلى وقت طويل، بالإضافة إلى ضرورة توسيع قاعدة المنافسة وذلك بمساعدة وسائل الإعلام التي يمكنها بث حب اللعبة في نفوس الجميع.
واختتم سرور حديثه بأن الدراسة والامتحانات من أبراز المشاكل التي تعوق اللاعب في العالم العربي وخاصة في مصر عن التألق في رياضته حيث يكون تضارب المواعيد ضد الرياضة دائما وهي مشكلة يجب التغلب عليها في أسرع وقت.